هناك الآن
عدد كبير من " الألعاب التربوية", وهي نوع الألعاب تم تصميمها لتثير
اهتمام الطفل وحبه. وفي نفس الوقت تعلمه وتوجهه وتنمي مهاراته وقدراته
الإبداعية الابتكارية.
لكن ليس معنى هذا أن ألعاب الأطفال التقليدية تخلو من الفائدة فالطفل عندما يتأرجح وحده,
بغير
أن تمسكه أمه, يشعر أنه قام بمغامرة, كما يشعر أنه حقق شيئاً. مما يزيد
ثقته بنفسه. كذلك فإن الأرجوحة تعلم الطفل التغلب على المخاوف بعد أن يكون
قد شعر في البداية بالخوف, وهذه تجربة يستمتع بها الطفل, ويتعلم منها أن
كثيرا من المخاوف لا تستند على أساس حقيقي.
وفي
مقابل هذه الألعاب التقليدية, فإن هناك ألعاباً تربوية حديثة, مثل مجموعة
من العلب الخشبية المفتوحة الملونة, ذات الأحجام المتدرجة. التي يدخل كل
منها الآخر, وهذه العلب تقدم للطفل مجالات متنوعة من اللعب: فالطفل متى
تجاوز الثانية من عمره, يمكن أن يضع هذه الصناديق فوق بعضها بحيث تحتفظ
بتوازنها, ويمكنه أن يخفي الصناديق الصغيرة داخل الصناديق الكبيرة, كذلك
يمكن للطفل أن يستخدم هذه الصناديق كمكعبات للبناء, ويمكن أن يضع الصناديق
أمام بعضها البعض ويصنع منها قطاراً, أو يضعها إلى جوار بعضها ويصنع سلما
وعن طريق هذه اللعبة يتعلم الطفل, معنى أعلى وأسفل. وداخل وخارج, وخلف
وقدام. كذلك سيتعلم أن يميز بين الألوان.
العداد والكور
ويمكن أن يكون العداد لعبة ممتازة للطفل
الصغير. وهو عبارة عن قاعدة, مثبت بها أعمدة أسطوانية رفيعة متدرجة
الأطوال, ويقوم الطفل بوضع كرات ملونة مثقوبة في كل عمود. ويمكن للأصابع
الصغيرة أن تتحسس سطح الكرات الأملس, وتختبر الثقوب التي بها, وأن يتعلم
التمييز بين ألوانها. وعندما يضع الطفل الكرات في العمود, فإنه يتعلم
الإحساس بالعدد وبالكمية وبالمرتفع والمنخفض, كما ينمي التوافق البصري
والعضلي عندما يمرن أصابعه على وضع ثقب كل كرة في العمود الخاص بها. ويمكن
للطفل أن يلعب بهذه الكور فيدحرجها على الأرض أو ينظمها في خيط طويل.
اللولب والمكعبات
كذلك هناك لعبة اللولب والمكعبات الخشبية
الملونة.. ولكي يثبت الطفل المكعبات في اللولب, يحتاج إلى استخدام مهارة
يديه الاثنتين, وقد يحتاج في البداية إلى مساعدة أمه, إلى أن يتعلم كيف
يستخدم أصابعه في تدوير الأقراص.
ألعاب التكوين
كذلك انتشرت حاليا الألعاب التي تتكون من قطع
متنوعة من البلاستيك, مختلفة الألوان ومختلفة الأشكال والأحجام, ويمكن
تجميعها في تكوينات كثيرة مختلفة , باستخدام عدد قليل من القطع, مما يسمح
للطفل, مهما يكن صغيراً, أن ينمي قدراته على الابتكار والإبداع.
إن هذه الألعاب نماذج لألعاب تربوية كثيرة. يحبها الطفل, وصمم على معرفة كيف تعمل , على تنمية مختلف قدراته.
إن اللعبة تستطيع أن تقوم بدور حاسم
في تنمية الإبداع. ولا يتمثل هذا الدور في تقديم أفكار دقيقة أو حلول
عملية يتمخض عنها خيال الطفل اللاعب, بقدر ما يتمثل في تربية الخيال على
إيجاد حلول جديدة ومتنوعة لمن سيصبحون في المستقبل باحثين وعلماء وفنانين
وقادة.