[url]هذه القصيدة أنشدها الشاعر فيصل مفتاح الحداد في تخريج دفعة من الكتائب بأحد المعسكرات ، وكان قد كلف بذلك ، فجاء ووقف على المنصة ، أمام خريجي هذه الدفعة ، وهم يرتدون لباسهم العسكري الكامل ، وأمامهم صاحب السيف ، وهو يجرد سيفه ، فهزه ما رأى ، وألقى فيهم هذه القصيدة ، وفيها خمسة وعشرون اسماً من أسماء الأسد :
هذي الأسـود وهـذه الأشـبـال .... فيها المقدم في الوغى الرئبال
فيها من الأبطال كل عرنـدس .... فيها ضراغم للحمى ، أقيال
ومدجج يعطي الكريهة حقها .... عـوف هـصور ضيغم يختال
من كل حيـدرة شـديـد قسور .... وعشـرب عـنـد الـوغى نزال
وحلابس رحـب الذراع كـأنه .... بـرج تـعـالى فـوقـه سـربـال
من نسـل سيـد مـزبر لغضنفر ... جـلـد إذا دارت بـه الأبطال
وتدفقت عند الهيـاج فحولها .... وتراجفت من خوفها الآجال
نثر الجماجم للوحوش وليمة .... فتقطعت في ساحها الأوصال
يرغي ويـزبد في الغـبار كأنه ... ورد أسامـة ضـمـضـم حـمال
أو هيصم يفري القلوب كـأنما ..... أنـظـاره مـن شـزرهـن ذبـال
يرمي وقـد هـال العـدو قـتـاله ..... شابـت لهول قـتـاله الأبطال
يلوي بسـاعـده الـرقاب كـأنه .... سبع عـفـرنى عـنبـس رئبال
فر الجـمـيـع أمـامه وتـفـرقـوا .... وطوتـهـم الأقـدار والآجـــال
رجـع الفـرانس باللواء مدمدما ... وتخضب الأطـراف والأوصال
لم يدر مـا الـموت الزؤام لـعله .... عــم أحـب لـقـاءه أم خـــال
أم أنـه طـفـل غـريـب بــائس ..... يسقي الحتوف بكأسه يحتال
كـونـوا كهذا إذ دخلتم معـركا ..... فالـلـيث تـفـعل فعله الأشبال
ودعوا النعومة لا تكن من شأنكم .... إن النـعـومـة للـنـساء تـقــال
يا أيها الهرس الـذي عـلـمـتـنـا .... كيـف القـتـال المـر والأهـوال
ورويـتنا من مـنـهل ثــر فــــلا ... دارت بـك الأيـام والأحــوال
وبقيـت نجـما في السماء مـحـلقا .... يـثـني عـليك القول والأفعال
هذي الكوادر قد أجدت عطاءها .... فـتسربـلت حتى يحين قتال
باتت وقد ملأ الشعـاب زئــيرها ..... فتعوذت من بطشها الأجبال
أضحت على أهب اللقاء عوابسا .... آلت بـأن يـمحى العدو يُزَال [/url]